الاثنين، 17 يونيو 2013

الوهابية والشيعة والأشاعرة والاباضية.... كلهم سلفيون..

الوهابية والشيعة والأشاعرة والاباضية.... كلهم سلفيون..
مادفعني إلى كتابة هذا المقال وكذلك المقال الذي قبله والمعنون : لماذا التخصص في الفقه المقارن وليس أصول الفقه والعقيدة؟ هو التأكيد على ما يجمع صف الأمة والحث على الابتعاد عن النبش  فيما يخالفها .
سأبدأ أولا بتعريف السلفية لغة واصطلاحا وباختصار حتى أؤكد على ما عنونت به المقال وهو أن كل تلك الطوئف تعتبر بالمعنى اللغوي والاصطلاحي للكلمة سلفية.
فالسلفية في اللغة هي من السلف .والسلف هو كل من تقدم من الآباء والأقرباء .
وذكر الزمخشري في أساس البلاغة : أن سلف القوم: تقدموا سلوفاً، وهم سلف لمن وراءهم، وهم سلاف العسكر. وكان ذلك في الأمم السالفة والقرون السوالف. وضم إلى سالف نعمته آنفها. وامرأة حسنة السالفة والسالفتين وهما جانبا العنق. قال ذو الرمة:ومية أحسن الثقلين جيداً ... وسالفةً وأحسنه قذالا
وذكر محمد بن عبد الله بن مالك في كتابه : إكمال الأعلام بتثليث الكلام ، بأن السلف :الجراب الضخم ، ومصدر سلف القوم : تقدمهم  .
أما السلفية اصطلاحا :فهي الالتزام بماجاء في الكتاب والسنة وما ثبت عن الصحابة والتابعين في القرون الأولى المزكاة ، والصحابة المقصودون هم الذين وصفهم ابن مسعود - رضي الله عنه - بقوله : من كان مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أَبَرَّ الناس قلوبًا، وأغزرهم علماً، وأقلّهم تكلّفًا.( جامع بيان العلم وفضله  لأبي عمر يوسف بن عبد الله القرطبي ، ص 419 )،
وبالتالي فإن السلفية بهذا المعنى يجب ان لا تستأثر بها طائفة عن الاخرى  ، مادامت كل طائفة تقول بأن ما لديها اخذته من أفواه الصحابة والتابعين ،  فكل اشياخ هؤلاء الطوائف وإن امتلكوا عقلا راجحا وفهما نقيا صادقا ، فقد يخالفهم من يملك نفس الصفات فيما اخذوا به ، دون أن يمرق من دائرة الاصطلاح السلفي
وعليه  فيجب أن تحمل كل طائفة اسمها الذي يناسبها ، فمثلا من اقتدوا بما اخذ به محمد عبد الوهاب من السف يسموا وهابيين ومن اخذوا من الربيع بن حبيب يسموا أباظيين ومن أخذوا من أبوا الحسن الاشعري يسموا أشعريين ، ومن يرون بأن حب آل البيت هو الميزان لأعمال المسلمين يسمون شيعة. مادام الجميع يستطل تحت راية الشهادة أن لاإله إلاالله وأن محمدا رسول الله فمن شهد بهذه الجملة ونطق بها ، وآمن وطبق ما جاء بأركان الإسلام الخمسة كان سلفيا وبالتالي فتتم مناقشته لإقناعه بالعدول عن رأيه الصائب والأخذ بالرأي الأصوب الذي يدعي من يناقشه أنه هو مايدعوه إليه ، لامن باب التخطيء ، ناهيك عن التكفير والتبديع ، فخلاف الأمة في الفروع رحمة ، وكل ماعدى هذا فهو يعد فرعا قابلا للتأويل والاختلاف ولهذا وجد ما عرف بالاجتهاد .
فالغرور أو الترف الديني الذي قاد المسلمين إلى الاختلاف الإيجابي خاصة في القرنين الخامس والسادس الهجري والذي تطور لاحقا إلى اختلاف سلبي عندما بدأ يعرف استخدام مصطلحات مقيتة كالتكفير والتخطيء والتقول الزائف بين المذاهب كان بالإمكان تداركه عند بداية ظهوره  خاصة لما عرف عن تلك العصور من قامات علمية ، لولا أن تلك القامات وللأسف الشديد بسبب ترفها الديني بعد أن سبقها الأولون في تدوين الفقه وأصوله ، أصبحت تبحث عن ما تؤلف فيه فوجدت ذلك الاختلاف مجالا خصبا لتناوله فكانت كل فئة تدعي لنفسها الأفضلية والأسبقية وتحاول التنقيص من الطوائف الأخرى حتى حدا بكل طائفة أن تعتبر نفسها هي الفرقة الناجية التي ذكرها سيد الوجود عليه أفضل الصلاة والسلام في الحديث الشريف (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة)
وللتدليل على سلبية الخلاف وخطورته على وحدة الأمة لعل ذلك يكون عبرة لنا فيما قد يؤدي إليه الخلاف القائم على التعصب لا على الحجة والبرهان فقط. دون الوقوف عند أي الفريقين أرجح وأصوب في موقفه . فإنني لن اتناول خلافا بين طائفتين مسلمتين كلاهما تكفر الاخرى منذ النشأة ، وإنما سأتناول وبشكل مختصر جدا  أنموذجا لخلاف بين طائفتين تعتبر كل واحدة منهما الأخرى سنية ، حيث يعد هذا الخلاف من أهم الخلافات السنية التي لازالت مجتمعاتنا المعاصرة حتى الآن تعاني منها ، وقد اخترت هاتين الطائفتين لأنهما الأقرب إلى بعضهما .
فقد عد الخلاف السني الذي وقع بين الحنابلة والأشاعرة من شتى المذاهب في القرنين الخامس والسادس الهجري من أكثر الخلافات التي مزقت لحمة الأمة والأشاعرة يقصد بهم جماعة قلدت أبوا الحسن الأشعري المتوفي سنة 324أو 333هـ ، الذي ذكر بعض المؤرخين بأنه كان على مذهب أحمد بن حنبل في جزء من رؤيته لمسألة الصفات الإلهية بينما خالفه في جزء أخر منها حيث أثبت الصفات الخبرية الواردة في القرآن الكريم و السنة النبوية ، ونفى قيام الأفعال الاختيارية بذات الله تعالى.
وقد استطاع أبو الحسن الأشعري جلب الكثير من الأتباع من شتى المذاهب بسبب وسطيته وعدم غلوه في مسألة الصفات التي كانت هي أكثر ما سبب الخلاف بين المسلمين وتفريقهم إلى طوائف ، وتكفير بعضهم لبعض كما هو الحال بين الحنابلة والأباضية  وإن اعتبر بعض الحنابلة هذا التوسط هو توسط بين الحق والباطل ،  مما تسبب في عدم رس مذهب الأشاعرة على شاطئ الصواب من وجهة نظرهم.
 إلا ان الاختلاف بين الحنابلة والأشعريين ظل خلافا إيجابيا استفادت منه الأمة عنندما كان يعتمد على المجالس والنقاشات العلمية في المجالس بالمساجد وعلى المؤلفات التي تؤيد حجة هذا الطرف وتدحض حجة الطرف الآخر ، ومن الأمثلة على تلك المؤلفات كتاب أبو بكر بن فورك الأصبهاني الأشعري في تأويل صفات الله تعالى ، - و معنى التأويل هنا هو صرف المعنى الظاهري للفظ ، إلى معنى آخر مرجوح - و ردّ عليه القاضي أبو يعلى الفراء الحنبلي في كتاب سماه : إبطال التأويلات لأخبار الصفات ، أثبت فيه الصفات التي أوّلها ابن فورك ، و زاد عليها كثيرا ، فاتهمه الأشاعرة بتجسيم الله تعالى و تشبيهه بمخلوقاته ، وأمثلة هذا النوع من المؤلفات كثير.
ولم يكن الاختلاف فقط في العقيدة بل تجاوز إلى الفقه ومن أمثلة ذلك عندما اعترض الحنابلة على الشافعية والمالكية الأشاعرة قراءتهم لدعاء القنوت في صلاة الصبح ، و ترجيعهم للأذان ، و جهرهم بالبسملة في الصلاة ، فانقسمت العامة بين مؤيد و مخالف لهم ، ثم انحازت كل طائفة إلى الطرف الذي مالت إليه حتى وصل ببعض الحنابلة إلى الذهاب إلى أحد مساجد الشافعية ، و نهوا إمامه عن الجهر بالبسملة ، فأخرج مصحفا و قال لهم : أزيلوها من المصحف حتى لا أتلوها .
 ثم تطور الاختلاف ليتحول من خلاف إيجابي إلى  خلاف سلبي حين وصل الأمر إلى درجة الاستهزاء والتكفير والاقتتال فقد كان الحنابلة يتهمون الأشاعرة بالنفاق من خلال التمويه على الناس ، و إخفاء عنهم مقالتهم في صفات الله و كلامه ، فإذا خاطبهم من له هيبة و حشمة من أهل الأثر ، قالوا له : الاعتقاد ما تقولونه ، و إنما نتعلّم الكلام لمناظرة الخصوم .حتى قال عنهم العلامة الجليل الموفق بن قدامة المقدسي إنهم يُخفون مقالتهم في القرآن الكريم ، من إنه ليس كلام الله حقيقة ، و إنما هو عبارة عنه ، فإنهم لا يتجاسرون على إظهارها ولا التصريح بها إلا في الخلوات و لو إنهم ولاة الأمر و أرباب الدولة ، و إذا حكيت عنهم مقالتهم التي يعتقدونها ، كرهوا ذلك و إنكروه و كابروه ، و لا يتظاهرون إلا بتعظيم القرآن ،و تبجيل المصاحف، و القيام لها عند رؤيتها ، و في الخلوات يقولون : ما فيها إلا الورق و المداد ،و أي شيء فيها ؟ . (انظر بن قدامة : مناظرة في القرآن ، ص: 58 ) رغم عدم الوقوف على ما يدل على ذلك ، سواء في الخلوة او في غيرها ، فالأشعرية كسائر المسلمين يضعون المصحف الموضع الذي جعله القرآن فيه بقوله تعالى : (لايمسه إلا المطهرون) وهذا موجود في كتب فقهم .كما أن موقف الشيخ العلامة ابن قدامة يعد من باب مخالفة ماوصى به الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أبي موسى الاشعري في رسالة القضاء حيث يقول فيها : .....فإن الله عز و جل تولى من العباد السرائر وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمان.
إلا أنه للإنصاف  فالأشاعرة أيضا ليسوا بريئين من النفخ في موقد نار تلك الفتنة وإن لم يكن بالقوة والسيف كما كان يفعل الحنابلة فقد كان بالكلام والتقول حيث نقل عنهم بأنهم أرسلوا رسالة إلى الوزير نظام الملك بخراسان ضمنوها الكثير من الكذب والتزييف على الحنابلة ووصفهم بأمور الردة والكفر حيث ذكر بعض الحنابلة ومنهم أبو الوفاء بن عقيل بأن بعض الأشاعرة كان يتعمد الكذب عليهم ، نكاية فيهم و انتصارا لمذهبهم .
وظل هذا الاختلاف يتطور من مرحلة إلى مرحلة أخطر حتى وصل الأمر إلى انتهاك حرمات بيوت الله تعالى حيث نقل أن عيسى بن عبد الله الغزنوي الشافعي ، دخل بغداد ووعظ بجامع المنصور و أظهر مذهب الأشعري، فمال إليه بعض الحاضرين ،و اعترض عليه الحنابلة ، فنشب عراك بين الجماعتين داخل المسجد.
و أما اللعن فهو أيضا كانت سوقه رائجة بين الحنابلة و الأشاعرة ، ضمن النزاع المذهبي القائم بينهما ، فمن ذلك إن الحسين بن أمامة المالكي قال إنه سمع أباه يلعن المتكلم أبا ذر الهروي الأشعري  بقوله : لعن الله أبا ذر الهروي ، فإنه أول من أدخل الكلام إلى الحرم -أي المكي- ،و أول من بثه في المغاربة ( انظر درء التعارض لابن تيمية ، ج 2 ص 101 )
ولم يكن خلاف الحنابلة مقتصرا على مذهب دون آخر فقد نقل تعصبهم على الفقيه أبو الحسن برهان الدين علي بن الحسن البلخي الحنفي ، شيخ الحنفية ببلده ، قدم دمشق سنة 510هـ ، و عقد بها مجلس وعظ و تذكير ، و أظهر فيه خلافه للحنابلة و تكلم فيهم ، فتصدوا له و تعصبوا عليه ، فترك دمشق و توجه إلى مكة المكرمة .
ولم يسلم المذهب الظاهري من الاكتواء بنار ذلك الخلاف ،فمما رواه ابن حزم الظاهري ، من أن أحد الأشاعرة بمصر ، كان ينكر تكلم الله تعالى بالقرآن ، و يلعن من يقول ذلك ألف لعنة . ثم وصف الطائفة التي تقول ذلك بأنها الطائفة الملعونة. ثم عقّب عليه ابن حزم بقوله : إن من يقول ذلك ، عليه ألف ألف لعنة تترى .
 و تُعد هذه الفتنة كما ذكرت سابقا من أخطر ما تجلّت فيه الأزمة العقيدية التي عصفت بالمذهب السني .حيث أنه منذ تلك اللحظة عرف المجتمعين الكثير من الحقد و الكراهية فيما بينهم ، دون أن تظهر محاولات جادة لوضع حد نهائي لها ، مما زاد في اتساع نطاقها و اشتداد حدتها . لتصل إلى يومنا الحاضر وإن كانت تحت مسميات جديدة الوهابية والأشعريون والبدعيون والتكفيريون والقبوريون .والمتشددون .... الخ .فلازال الحنابلة بتشددهم مع غيرهم وإن أصبحوا يعرفون في الوقت الحاضر بتسمية الوهابيين ، وذلك بنشر التشدد وعدم القبول إلا بما سطرته أنامل من يقتدوا بهم في حين كان الأولى بهم ماداموا ادعوا السلفية بأن يحذوا حذو الصحابة الذين كانوا يتراجعون عن أقوال لهم بعدما يجدوا بأن الصواب في رأي غيرهم ، وما أكثر الأمثلة على ذلك . واستخدامهم للعنف الجسدي اتجاه من يخالفهم وإرغامه على القبول بمعتقدهم بالقوة ، وهذا امتدادا لما عرفوا به منذ بداية هذا الخلاف بين الحنابلة والأشاعرة حيث نقل أحد المؤرخين إن مدرسا أشعريا جلس ذات يوم بجامع المنصور ببغداد ، سنة 461هـ ، فشرع في التعريض بأهل السنة من الحنابلة ، و أشار إلى فضل أبي الحسن الأشعري و من وافقه ، فقام إليه بعضهم ، و أنزله من على الكرسي ، لكنه عاد إليه ، فقاموا إليه ثانية ،و كسروا كرسيه ،و عوّضوه برجل منهم.
إلا ان الأشعريين ايضا يؤخذ عليهم الكثير مما يوصف بالتساهل في أمور العقيدة حتى أن البعض وصفه بالتهاون في أمور الدين ، وعدم تغيير المنكر، بل حتى انه يبدوا للمرء كما لوأنهم يؤيدون ذلك المنكر ويزكونه .
وسيظل هذا الخلاف قائما إلى يوم القيامة لأن الاختلاف سنة الحياة ، إلا أنه يجب أن لايفوت الجميع بأن الأمة هي أحوج إلى التوحد في وقتها الحاضر ، والقبول بالأقرب ولو إلى حين على الأقل ، حتى تتمكن الأمة من مواجهة المخاطر المحدقة بها وبأوطانها وبمبادئها . فكفاها أن إلإيمان بإله واحد وبرسول واحد يجمعها ، ولتدرك كل الطوائف الدينية بأنه لا الرحمة ولاالعذاب بيدها ، ولاهي من تحددهما ، ومادام الله تبارك وتعالى خاطب رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهو أفضل خلقه عندما بالغ في الدعاء على قتلة حفظة القرآن ، فقال جل من قائل مخاطبا له : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ.(سورة آل عمران ، الآية 128) .فعلى من لايمثلوا قدر دانق من مرتبة رسول الله عند ربه أن يتركوا التصرف والتصنيف للخلق والناس لرب الخلق والناس .


الدكتور :( ولد بتار) الشيخ محمد المختار الطلبه

الأحد، 9 يونيو 2013

هل تواطأ ولد حننا مع اعل وعزيز في انقلابه على معاوية؟

هل تواطأ ولد حننا مع اعل وعزيز في انقلابه على معاوية؟
ماعرف بانقلاب ولد حننا لاشك أنه أحدث صدمة ورحة في هيكل النظام الحاكم آنذاك في البلد ، وليس مخطئا من يقول بأنه شكل سببا لتجرء المجلس العسكري وخاصة السيد محمد ولد عبد العزيز على الانقلاب على السيد معاوية ولد سيد احمد الطايع ،بعدما اثبتت تلك المحاولة هشاشة النظام الحاكم آنذاك ، فعرت نقاط الضعف الكثيرة فيه  ، خاصة منها إظهار مدى اتكالية السيد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع في حكمه على الثلة العسكرية التي ستنقلب عليه لاحقا ، كما أن ذلك الإنقلاب كان بطاقة تعريف مثالية للسيد اعل ولد محمد فال ، حيث أن الرئيس معاوية من حيث لايدري أعطى زخما كبيرا له ، أضافه إلى رصيده العسكري داخل القوات المسلحة ،من خلال الإسراف في تقدير الدور الذي قام به لإفشال ذلك الانقلاب  كما أنه نصع وجهه أمام الشعب الموريتاني فأظهره بالرجل الشجاع الذي استطاع بحنكته ودهائه أن يفشل انقلابا طبل الإعلام الرسمي لمدى حسن تخطيطه وتنفيذه ، وكمل ذلك التفخيم والإجلال معاوية عندما قال دمرناهم دبابة دبابة ، وهذا التبجيل والتقدير هو ما اتكأ عليه المجلس العسكري بدهاء السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، عندما سلمه السلطة ولو رمزيا لإدراكه بأن الشعب الموريتاني قد يتقبل وجه اعل الذي لازالت أذانه صماء من الثناء عليه لشجاعته في إفشال الإنقلاب ، وبالتالي فإنه هو المثال الأعلى الذي سيتقبله الشعب والمعارضة ، كبديل عن نظام اعتبره الكثيرون بأنه استمر أكثر مما ينبغي ، وبقية القصة بعد ذلك يعرفها الجميع .
أعود الى انقلاب صالح ولد حننا لأقول بأنه وإن كانت تحسب له إيجابية التسبب في التغيير الذي حدث لاحقا ، إلا أنه تسبب في مقبل بعض الأشخاص ، وهذا ما لن يغفره له التاريخ بغض النظر عن القاتل الحقيقي لأنه إن لم يكن هو القاتل فقد كان السبب في الفوضى التي حدثت ، كما أنه كاد أن يتسبب في حرب أهلية كانت ستقضي على اليابس الذي لم يعرف البلد لغيره وجود منذ استقلاله وحتى يومنا هذا . وسيبقى السؤال الذي لازال يحير بعض الذين تابعوا ذلك الحدث حتى الأن لماذا أبقى السيد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع على حياة صالح ولد حننا ورفاقه ، وهذا ليس تمنيا مني لوقوع عكس ذلك ، فالرجل أقدره وأقدر رفاقه ، ولكنه سؤال يطرح نفسه لمخالفته للطبيعي ، فمعروف أن أي محاولة انقلابية تحدث في أي بلد من العالم غالبا ما يتم إعدام أصحابها ، اللهم إلا إذا كانت تلك المحاولة هي انقلاب وهمي كان المقصود منه تصفية المرحوم محمد الامين ولد انجيان ، وفي نفس الوقت بالون اختبار للإنقلاب الذي سيحدث لاحقا ، حيث أن صالح ولد حننا كان له اتفاق مع بعض المقربين من السيد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع مثل اعل وولد عبد العزيز وغيرهما ، لكن دون أن يعلم صالح بأن هؤلاء قد خططوا مسبقا لإفشال انقلابه بحيث يتوقف دوره عند تصفية ولد انجيان الذي كان يفوقهم مرتبة عسكرية ، ولايثقون بولائه لهم في حال انقلابهم ، وفي نفس الوقت جعل ولد الطايع يثق فيهم ثقة عمياء ، بحيث يسلم لهم الخيط والمحيط ، فيخففوا بسبب ذلك احتمالات الخسارة عند انقلابهم اللاحق ، ولما وجد صالح بان انقلابه فشل ، وكان للآخرين ما أرادوا ، اتفق الجميع على حل وسط ينجوا بمقتضاه صالح ورفاقة من حبل المشنقة ، وفي المقابل لايبوح ولد حننا بأسماء من ساعدوه من داخل النظام ؟. لأن هذا التحليل ببساطة هو ما يمكنني أن أفسر به خروج كتيبة دبات ووصولها إلى القصر الرئاسي وإلى قيادة الأركان الوطنية دون ان يشعر أحد بذلك .
وفي الأخير فبالنسبة لي أدرج كل من حاول أو نفذ انقلابا في فئة الشجعان  لأنه أقدم على خطوة يدرك مسبقا بأنها إما له وإما عليه ، فإما أن ينتصر وإما أن ينكسر ، خاصة إذا كان هدفه أسمى ونهايته حسنى ،وإن كنت أعترض على الانقلاب من حيث المبدء سواء كان انقلابا على سلطة شرعية أو غير شرعية ، لما قد ينتج عنه من مآسي قد تقود البلد إلى المجهول ، ولنا في بعض البلدان التي حدث فيها انقلاب وتشبه في جغرافيتها الإنسانية إلى حد بعيد التكوين الطبقي والتنوع الطائفي الموجود عندنا.

الدكتور :(ولد بتار) الشيخ محمد المختار الطلبه

الخميس، 6 يونيو 2013

ملامح المعركة في سوريا

 ملامح المعركة في سوريا
1-   هل يمكن لأحد ان يلوم الغرب على دعمه للشيعة ضد السنة ؟
2-   هل يمكن لأحد ان يلوم حزب الله على التدخل في النزاع السوري ؟
3-   لماذا لم تنتصر المعارضة السورية على النظام ؟
4-   هل سيشهد الجولان عمليات مقاومة على شاكلة ما كان يحدث في جنوب لبنان ؟
السؤال الأول : الأطراف هي : الغرب والشيعة والسنة
الجميع يعلم بأن الغرب لم يعاني من الشيعة ماعاناه من السنة ، فكل الهجمات التي حدثت داخل تلك الدول هي من جهات سنية بغض النظر عن فهمها المتشدد للدين ، في حين لم تشهد تلك الدول أي عملية تهدد أمنها من أي متهم شيعي ، حتى أن العملية التي حدثت في بلغاريا ، والتي حاول البعض توظيفها دعما لإسرائيل باتهام حزب الله بها ، حتى يتسنى للدول الأوروبية وضعه على لائحة الإرهاب ، نرى في الأيام الاخيرة بأن مسؤولي الدولة البلغارية بدأوا يصرحون في الأونة الأخيرة بان حزب الله بريء من تلك العملية .
وعليه فإن الغرب يرى بأن دعمه للسنة ضد الشيعة في سوريا ،وإن كان فيه إضعاف لإيران ومن بعده حزب الله ، إلا أنه عند المقارنة بين المخاطر التي قديشكلها انتصار من يطلقون على أنفسهم السلفيين الجهاديين على امن تلك الدول هي اكبر من ما يشكله النظام السوري والإيراني وحزب الله ،والتجربة الأفغانية ليست ببعيد ، خاصة أن إيران وحزب الله في النهاية مقدور عليهم ، بل وحتى بالإمكان إسقاطهم في ظل وجودهم ضمن محيط سني يزداد امتعاضا منهم.
السؤال الثاني : الأطراف هي حزب الله وسوريا
إن حزب الله شاء البعض أم أبي يعيش في منطقة هي مكان للتوتر الظائفي والدولي ، وبالتالي فإنه لن يألوا جهدا في المحافظة على تفوقه العسكري مما يضمن له رادعا أمام كل منافسيه في الداخل اللبناني وفي الخارج المحيط به كإسرائيل ، ومنطقة القصير في سوريا بالذات هي امتداد للجغرافيا السنية في لبنان ، وهو يخشى ان تكون طريقا لدعم السنة في لبنان بالسلاح والعتاد ، وليس العكس كما يرى بعض المحللين السياسيين والعسكريين بأن منطقة القصير هي طريق لمد المعارضة بالسلاح .
السؤال الثالث : الأطراف هي المعارضة المسلحة والنظام السوري
إن ما بدأ كثورة سلمية في سوريا ، كان لابد أن ينتقل في لحظة ما إلى ثورة مسلحة ، لأن اغلب من قاموا بتلك الثورة هم من السنة ، ولازالت تجربة بداية الثمانينات والقمع الدموي الذي قاده رفعت الأسد ضدهم بأمر وبدون أمر من الرئيس السوري السابق حافظ الاسد ، لازالت تلك التجربة ماثلة امام أعينهم ، وعليه فإنهم لم يريدوا ان يلدغوا من نفس الححر مرتين .فمنذ  اللحظات الأولى بدأوا بالتفكير فيما يردون به تلك الهجمة الشرسة التي ينتظرون من النظام شنها عليهم ، لكن المشكلة أن  تلك الخشية تحولت إلى نزعة طائفية تمثلت في حالات تعد من أبشع ما شهدته الأمة البشرية تمثلت في تمثيل بالجثت والقتل على الديانة والطائفة ، وهذا خطأ وقعت فيه المعارضة المسلحة ، حتى وإن كان البعض برر لها ذلك بمدى ما تعانيه من وحشية النظام ، لأن هذا ليس مبررا ، فالثورة قامت للقضاء على الوحشية ولم تقم لاستلاد وحشية جديدة ، وهذا ما جعل بعض مسانديهم ينكصون عن دعمهم لهم ، والبقية أصبحت تشكل في مدى صوابية موقفها منهم .
السؤال الرابع : الأطراف هي : المقاومة وإسرائيل
إذا خرج النظام السوري من هذه المعركة منتصرا فإنه سيكون أقوى مما كان عليه في السابق ، وفي المثل يقال: الضربة التي لاتقتل تزيد قوة ، وبالتالي فإنه سيكون بمقدوره فتح جبهة الجولان ضد إسرائيل لعدة أسبات :
1-   حتى يفتح متنفسا لأولئك الذين يوصفون بالتشدد الإسلامي لتنفيس غضبهم من الواقع الذين يعيشونه في ظل القمع من أجهزة النظام ، بحيث يفتح لهم بابا يكون فيه الإنتحار بثمن ديني ، مما يسهل عليهم عملية الانتحار . هروبا من واقعهم المعيشي الاقتصادي المتردي من ناحية ، ومن ناحية أخرى انسداد الافق الديني عندهم الذي يتجلي في استحالة إمكانية إصلاح مجتمعهم وسلكه للطريق الديني الذي يتصورون .
2-   أن ِإيران وحزب الله ، يريان بأنه لتخفيف الضغط على حزب الله في حال دخوله معركة في المستقبل ضد إسرائيل ، يجب ان تكون هناك جبهة أخرى مفتوحة ضد إسرائيل في نفس الوقت ، وهي  لن تكلفهم لارجالا ولامالا ولاعتادا ، كما انها ستكون قوة جديدة مسلحة للطائفة العلوية في سوريا ضد بقية الطوائف الأخرى كما هو حال حزب الله ضد الطوائف الأخرى في لبنان .
3-   ما كان يخشاه النظام السوري هو السقوط والتدمير ، وهذان الأمران لم يعد منهما خشية فالسقوط ثبت من خلال المعارك التي دارت بأنه في مناى منه ، أما التدمير ، فلن يكون شيئا أفظع مما حدث ، كما انه بفتح تلك الجبهة سيراهن على استرداد الموقف العربي الشعبي والرسمي ، كما راهن على ذلك حزب الله في معركته ضد الدولة اللبنانية وظوائفها .


الدكتور : (ولد بتار) الشيخ محمد المختار الطلبه

لماذا التخصص في الفقه المقارن؟ ولس علم أصول الفقه أو العقيدة

لماذا التخصص في الفقه المقارن؟ ولس علم أصول الفقه أو العقيدة
عندما قررت أن أسجل بالدراسات العليا كنت مصرا على ان أكمل الجانب القانوني الذي درسته بالجامعة لمدة 4 سنوات وتعلمت من خلاله اكثر من 18 مادة قانونية و 6 مواد سياسية أن أكمل ذلك الجانب بالدارسة الشرعية خاصة أن النصوص الشرعية   من المفنر ض أن تكون هي الوجه الأخر للقانون في الدول الإسلامية أي بمعنى أدق هي قانون تلك الدول . وعند استفساري من كلية الدراسات العليا عن التخصص الذي يسمح لي التسجيل به بناء على شهادة المتريز الموجودة عندي ذكر مسجل الكلية بأن التخصصين اللذين يمكنني الاختيار بينهما تخصص أصول الفقه ، وتخصص الفقه المقارن ، عندها بدأت المرحلة الأولى من دراساتي العليا وتمثلت في الدراسة الذاتية ، حيث بدأت القراءة عن التخصصين المعنيين للوقوف على اهتماماتهما العلمية ، حتى يتسنى لي الاختيار بما بتناسب مع طموحاتي الأكاديمية ، واستمرت مدة الدراسة الذاتية تقريبا 5 اشهر انتهت في الأخير إلى قناعتي بدراسة الفقه المقارن ، حيث وجدت أن هذا التخصص يستحق التعمق فيه أكثر من أي تخصصات أخرى مثل  أصول الفقه او العقيدة أو أي تخصصات أخرى ، ليس بسبب أهميته أكثر من تلك التخصصات ، ولا من عدم جدوائية دراسة تلك التخصصات ، وإنما لأن هذا التخصص حسب وجهة نظري يفتح لك آفاقا جديدة للتعرف على ما بيد الأخرين من أسانيد وأدلة وما يعتمدون عليه في عباداتهم ومعاملاتهم ، بغض النظر عن اتفاقك  أو اختلافك معهم ودون أن يقودك ذلك إلى إنكاره أو الطعن فيه لأن ذلك ليس مطلوبا منك ، لا أكاديميا ولا عقديا ، ولا مذهبيا . وقبل أن أسترسل في شرح مبررات هذه المنفيات أود أن أعطي تلخيصا لتعريف هذه المصطلحات وهي : أصول الفقه والعقيدة والفقه المقارن. دون التطرق إلى مدارسها ومللها وطوائفها .ولا من ألف فيها أولا ولا الأسباب التي أدت إلى الاهتمام بها ، بل سأحاول قدر المستطاع تبسيط ذلك التعريف حتى يتمكن القارئ غير المتخصص في فهم معناه .
1-   علم أصول الفقه : معني بالتوصل إلى الفقه بالدين ومعرفة الحلال من الحرام بطريق يطمئن إليها العالم ويقتنع بها طالب العلم.
2-   علم العقيدة: معني  بمعرفة ما يتعلق بالأمور الغيبية وما ينتج عنها من الآثار الحسنة ، كالأسماء والصفات... الخ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( نحن -معاشر الأنبياء- أولاد علات، ديننا واحد )، وأولاد العلات هم الذين أبوهم واحد وأمهاتهم شتى،
3-   علم الفقه المقارن : اولا كلمة التقارن في اللغة توحي بشيء من التشاكل، والموازنة، والبحث عن الأرجح ، أما علم الفقه المقارن فيعني : المقارنة بين مذهب الشافعي و مالك و أبي حنيفة و أحمد وأمثالهم من الفقهاء والأئمة، وهذه المذاهب لا يجوز أن يجزم أن أحدها أرجح من الآخر على الإطلاق، لأن المسائل التي اختلفوا فيها قد اختلف فيها الأئمة قبل هؤلاء الأربعة.
أما لماذا تعلم الفقه المقارن بالذات والتخصص فيه وتفضيليه على التخصصين الأخرين فإن ذلك يعود إلى مجموعة من الأسباب ، ولكن قبل ذلك أعود وأؤكد أن ما أقوله هنا لاعلاقة له بتفضيل هذا العلم على تلك العلوم من الناحية الشرعية ، أو الطعن في مواقف أولئك المتخصصين في تلك العلوم ، وإنما لأوضح طريقة سهلة لاستعلال النزر القليل من الوقت الذي أصبحت تسمح به المتغيرات الزمنية والأعباء اليومية للفرد لتعلم شيء مفيد.
أولا : فمن خلال تعريف أصول الفقه فإن من بين أهم ما اعتبر الفقهاء ضرورة لتعلمه هو تأكيد المتعلم على حجية الأجتهادات الفقهية التي أخذ بها إمام مذهبه في  استنباط الأحكام الفقهية ، والذي قد يؤدي به هو نفسه إلى ان يجتهد بناء على ما يرى بانه أو صله إليه علمه من خلال تخصصه في هذا العلم ، وقد يخالف إمامه نفسه. وبالتالي فإن المجتهد الجديد لن يكون ذا إضافة فعلية تستفيد منها الأمة بقدر ما أضاف إلى تلك الاقوال قولا جديدا أو إلى معتنقي ذلك المذهب منافحا جديدا . في حين أنه يكفي للمرء المسلم أن يقلد إماما عالما عارفا كما قال الشيخ خليل : في مسالة القبلة. دون الحاجة إلى معرفة أدلته وبراهينه ، وأن يستغل ذلك الوقت في القراءة عن المذاهب الاخرى بما يعرف بالفقه المقارن .
ثانيا : من خلال تعريف العقيدة ، وتتبع ما أدى إليه التعمق في مقاصدها ومعانيها ، نجد بأن أكثر الاختلافات التي عانت منها الامة الإسلامية جاءت بسبب أولئك المهتمين بهذا الجانب حتى وصل الأمر من كل طائفة عقدية إلى تكفير بقية الطوائف العقدية الأخرى وتبديعها. وكما قلت في مسألة تعلم أصول الفقه بأن مجرد الثقة في الإمام أو العالم تكفي لاتباعه ، فأصل الدين الذي هو العقيدة متفق عليه بين أنبياء الله كلهم متقدمهم ومتأخرهم، وأما الشرائع والفروع فيحصل بينها اختلاف بحسب المناسبات قال تعالى : لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا (سورة المائدة 48)  والمشكلة أن وكل طائفة عقدية تستدل بالآيات القرآنية ، وترد عليها الطائفة الأخرى بأنه حتى لو تم الاستدلال بالقرآن  ، فإن ذلك الاستدلال على غير مدلوله .فمثلا تعتبر رؤية الله في الآخرة من أكثر الاختلافات بين بعض الطوائف العقدية حيث أن من يرون بأن الله سوف يراه المسلمون يوم القيامة ، من ضمن الأدلة التي يحتجون بها الآية الكريمة (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) إلا أن طائفة عقدية اخرى ترى بأن هذه الآية لاتدل على الرؤية ، لأن الوجه لايرى وإنما العين هي التي ترى ، ويدللون على ذلك بقوله تعالى ( والفلك تجري بأعينا ) وعليه فستظل كلمة على غير مدلوله  دائرة إلى يوم القيامة مما ينتج عن الاختلاف جدلا عقيما لن يؤدي إلا إلى مزيد من التشرذم والاختلاف في الأمة في حين كان يكفي كل أولئك الامتثال بما جاء في رسالة القرآن الكريم ، وحث عليه حامل تلك الرسالة سيد الوجود عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال : أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها.(متفق عليه).
ثالثا : من خلال تعريف الفقه المقارن : نجد بأن تعريفه الإصطلاحي هو المقارنة بين المذاهب الأربعة وأمثلتهم من الفقهاء والمذاهب ، وأجعل خطا تحت كلمة وأمثلتهم ، فمن الذي له الحق في تحديد أمثلتهم من الفقهاء والمذاهب ، وهذا هو دور القارئ لأصول الفقه والعقيدة ، وكما ذكرت سابقا ، فلا أرى بأنه في عصرنا الحالي بحاجة إلى من يقرر ذلك ، لأنه لن يأتي بجديد وإنما سيزداد قول أحد الطرفين بواحد كما قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو ، بينما المتخصص في الفقه المقارن ، فإنه يطلب منه أكاديميا أن يأتي بجميع أقوال تلك المذاهب وأي مذاهب أخرى في مسألة ما دون تحيز لهذا الطرف أو ذلك ، وهذا ما يولد لديه علما بأدلة كل تلك المذاهب وماقيل في تلك المسألة ، وهنا يستفيد ، وليس مطلوبا منه أن يرجح أحد الأطراف وإن كان لايوجد ما يمنع ذلك . كما انه يضفي على روحه مسحة من الاعتدال تجاه كل الطوائف ، وينبذ التشدد والتعصب الأعمى ، خاصة إذا كان كل اولئك متفقون على أن دليلهم وحجتهم مسنودة للقرآن وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مع اختلاف التأويل والفهم ، والمجتهد قد يصيب وقد يخطئ لقوله صلى الله عليه وسلم "فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا؟، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا حكم الحاكم، فاجتهد، فأصاب; فله أجران، وإن أخطأ; فله أجر واحد. أخرجه: البخاري في (الاعتصام, باب أجر الحاكم إذا اجتهد, 4/372), ومسلم في (الأقضية, باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد, 3/1342); عن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
وقد قال الإمام مالك رحمه الله تعالى : ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه و سلم ،
وحتى لايقول قائل لي كما قال أحد العلماء في مناظرة مع عالم آخر عندما عقب على الشيخ ابن تيمية فقال له : ومن نحن حتى نعقب على ابن تيمية ، وإن كان العالم الآخر : أجابه ومن هو ابن تيمية حتى يعقب على الأئمة الأربعة ويخالفهم في بعض أحكامهم ، فإنني أعود وأقول بأن ما  كتبته هنا ليس تقليلا من تعلم علم أصول الفقه أو العقيدة بل احث على تعلمهما وتعلم العلوم الأخرى كاللغة العربية وعلومها ، وإنما الذي أقصده هنا رد على سؤال قد يطرح وهو من كان لديه وقت قليل ففي أي العلوم أنفع له؟ ، فوجدت بأنه من خلال تجربتي وبحثي في هذا الموضوع لي الحق في إسداء ما أعتبره نصيحة وهو الحث على اختيار علم الفقه المقارن.


الدكتور (ولد بتار) الشيخ محمد المختار الطلبه

الخميس، 2 مايو 2013


قصيدة مديحية لسيدي الشيخ ابراهيم  نياس بمناسبة الاحتفال بمولده  بطيب نيسين بمدينة كولخ بالسنغال 

رياض الحسن والمجــد التليـــــد
إليك اليوم بي الأشواق تحــــدوا
فكم ذبت اشتياقا وامتعاضــــــا
ولم لا والنهى والفيض قامــــــا
هنا من طيبة للحق يومــــــــــا
تنورت المدينة إذ تهـــــــــادى
فكم تزدان طلعته بهــــــــــــاء
تجلت منه آيات حســــــــــــان
كؤوس الفيض يترعها فتطفــوا
فكم عب المدله من ســــــــلاق
فآفاق الوجود لها ائتـــــــــلاق
أبا إسحاق من بهر النشامــــى
أزال غشاوة الأدران عنــــــــا
به الإسلام أشرق من جديــــد
يد بيضاء راحتها خــــــــلاص
إذا طاف المشارق في احتشام
قصور لليراع وللقوافـــــــــي
سفير كامل السلطات نصـــــا
ووضح من أبي العباس ختما
خبا من سره رطبا جنيــــــــا
وبالأبناء كان له امتـــــــــداد
وإني من ببكر جئت أشـــــدو
لطيبة جئت يا حاجا أرجــــــي
صلاة الذات طول الدهر تترى
 

أيا نبع المكارم والخلـــــــــــود
أما آن التداني من جديــــــــــد
وكم ذقت السهاد مع الصدود
هنا في طيبة فجر الوجـــــــود
مع التاريخ وفي بالعهــــــــود
بها برهام تعبق بالـــــــــورود
وكم يسبوا بمنطقه الفريــــــد
غدت للكون آيات الســـــــعود
بحانات المدينة للمريــــــــــــد
لخمرتها فيصحوا من شـــرود
وإشراق بآيات الرشيــــــــــــد
وحير كل ذي عقل سديـــــــــد
ومزق كل وكـــر للوغـــــــــود
يعيد دسائس الغرب الحســــود
لمن كادت به الآفات تــــــــودي
تغار مغارب الكون المديـــــــــد
عن استنطاق آيات المجيــــــــد
من الهادي توثق بالبنـــــــــــود
وساقي سره لذوي العهــــــــود
وأورثه لعترته الشهـــــــــــــود
بسعي كبيرهم أسمى وليـــــــــد
بألحاني وأشعاري لعيـــــــــــدي
لباناتي بحق ذرى الوفـــــــــود
علي من سره لب الشهــــــــود

السبت، 20 أبريل 2013

بمولد خير الناس تزهوا قصائدي


بسم الله الرحمن الرحيم    وصلى الله على نبيه الكريم
قصيدتي بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي بالتقويم الميلادي لسنة 2013م
 وهي بعنوان :بمولد خير الناس تزهوا قصائدي
بمولد خير الناس تزهوا قصائــدي :  وتعلـــوا بذاك الشأن كل الموائـد
وتسموا عن اللذات أغراض شاعر :  لتتحف هذا الملتقى بالقصائـــــد
وتزرع في كل الربوع محـــــــــــبة :  من العاشق الولهان و المتواجد 
لطه رسول الله افضل مرســـــــــــل :  وأحسن مخلوق وأصدق عابـــد
إذا قال لم يترك مقالا لقائــــــــــــــل :  وأفعاله يهفوا لها كل ماجـــــــد
تحن إليه النفس وهي سقيمــــــــــة :  فتسمو عن الادران رغم المعاند
لك الله ياخير البرية سرمـــــــــــــدا :  ومن زانه المولى بكل المحامـــد
فلا يرتجى الا عطاءك سيـــــــــــدي :  اذا ضاقت الاحوال عند الشدائـــد
فإن كرام القوم طلاب فضلكـــــــــــم :  وهذا عليه الله أعظم شاهـــــــــد
ببابك رب الخلق جئتك راجيــــــــــــا :  صلاة على المختار من كل ساجد
صلاة تظِل الروح عند لقائــــــــــــــه :  بها نرتجي التطهير من كل بائــد
وتسقينا من حوضه كأس حــــــضرة :  تنجينا النيران عند التوافـــــــــد
وتشمل يا مولاي قوما تجمعــــــــــوا :  لنصرة هذا الدين من شر حاســـد
إمامهم قطب الولاية حازهــــــــــــــــا :  عن رافد من رافد عن رافـــــــــد
فعب بذاك الذوق علما وهمَـــــــــــــة :  فنال بها سبق النهى و المشاهـــد
تجلٍ جمال تارة وجلالــــــــــــــــــــــه :  حقيقة عين الكنه لله الواحــــــد
فديدنه التسبيح رطب لسانــــــــــــــه :  دواما به والغيــــــر ليس بــوارد
ومن ذا الذي يحظى بذا الوصف جملة : أمينا كريما مفعما بالفوائـــــــــد
سوى شيخي المحبوب شيخ ابن خيرمن : تعلق كلاً بالهـــدى والمساجــــد
وإن صدني نأيي عن الوصل سيــــــدي :  ويمنعني اللقيا ويأبى تواجــــدي
عزائي بذاك البعد وصف حبيبـــــــنـــــا :  لتارك اهل للعلا بالمجاهـــــــــد
وأنكم في القلب ما قــــــال قائـــــــــــــل : صلاة على المختار من كل ساجـد

الدكتور : الشيخ محمد المختار الطلبه (ول بتار)
ابوظبي الامارات العربية المتحدة

السبت، 6 أبريل 2013

نبذة عن قرية ببكر : اعدها الاستاذ : محمد الحافظ ولد محم


توطئة: 
ببكر.. هذه القرية الموريتانية الجميلة، أصبحت في السنوات الأخيرة قبلة لآلآف الزوار الذين يفدون إليها من مختلف أنحاء العالم ومن إفريقيا خاصة لزيارة فضيلة الشيخ ابن خيري مؤسس هذه القرية ورائد المعرفة الإلهية في هذا الزمان. 
الموقع الجغرافى :
تقع ببكر بالنسبة لخطوط الطول والعرض:
3 N: 17° 14´ 40” 
W: 15° 11´ 06” 3 
وهي توجد ضمن مقاطعة الركيز –ولاية اترارزة- وتبعد عن عاصمة موريتانيا -انواكشوط- حوالي "200كلم" -إلى الجنوب الشرقي– وتبعد ببكر عن عاصمة الولاية "روصو" حوالي "110" كلم –إلى الشمال عبر طريق رملية-
وهي تقع ضمن منطقة تسمى "لعڭل" كانت تتميز بجودة مياهها وخصب مراعيها.. واليوم تتناثر في هذه المنطقة سلسلة من القرى لا تبعد الواحدة منها عن الأخرى إلاّ بضع كلمترات، وهي تتميز كلها بأنها حواضر علم ومعرفة.
التسمية:
المصادر التاريخية التي تتعرض لهذه التسمية نادرة ويروى أن هذا الوادي كان في القرون الماضية "غيضة معشوشبة" ترعى فيها خيول لرجل من "اولاد رزك" يسمى "ببكر" وأن رجال العلويين الذين سكنوا هذه المنطقة منذ قرون تبنوا اسم هذا الرجل كعلم لبلدتهم.. ومن المؤكد أنهم اختاروا هذا الاسم تبركا نظرا إلى أنه اسم الخليقة الراشدي الأول صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيره ورفيقه في السفر "أبوبكر" الصديق رضي الله عنه.
التاريخ:
يرتبط تاريخ ببكر ارتباطا وثيقا بتاريخ وصول العلويين إلى هذه المنطقة، حيث جاءوا مهاجرين من مدينة شنقيط في القرن الحادي عشر الهجري "الـ 17م".
فمنذ استقرارهم بهذه الربوع كان العلويون يتخذون من ببكر –حتى قبل أن يكون بها منهل للمياه- المنتجع الأفضل خلال رحلتي الشتاء والصيف "الرحيل إلى الركيز وشمامه في الجنوب صيفا والعودة الى اتكوره والعكلل في الشمال شتاء"..
وكان العلويون يتجمعون مرة في السنة –على الأقل- في ببكر –بجميع فصائلهم- لتتاح لهم بذلك الفرصة للقاء العلماء للاستزادة علما ولإصدار فتاويهم الشهيرة في مختلف النوازل التي ترد عليهم من جميع أنحاء البلاد.
ولمكانة ببكر عند العلويين حرصوا على تشييد أول بئر بالاسمنت المسلح في هذا الوادي.. وكان ذلك في سنة 1925م تحت إشراف العالمين والشيخين الجليلين محمد فال ولد باب ومحمد الأمين ولد بدي.. وتفجر منها الماء زلالا سنة 1927م..
وسبق هذه البئر حفر بئرين في ببكر بالطريقة التقليدية.. ويأتي حفر البئر الثانية بالاسمنت المسلح سنة 1951م وما زالت قابلة للاستغلال، أما البئر الثالثة من هذا النوع فقد تم حفرها سنة 1981م...
وفي سنة 1986م تم حفر بئر ارتوازية وإقامة شبكة للمياه في القرية..
وإذا كان تاريخ ببكر شاهد على النهضة العلمية التي عرفتها المنطقة في القرون الماضية والمتميزة بظهور علماء أفذاذ مثل: سيدي ولد احمدان "تـ 1230هـ" وحرم ولد عبد الجليل "ت 1243هـ" واجدود ولد اكتوشن "كان حيا سنة 1871م"، وباب ولد احمد بيب "تـ 1276هـ"، وغيرهم ممن كانت لهم محاظر ذاع صيتها وانتشر إشعاعها في الوطن كله... إذا كان تاريخ ببكر شاهد على هذه النهضة فإنه شاهد كذلك على أهم حدث شهده العلويون عبر تاريخهم فى هذه المنطقة وهو ظهور الطريقة التجانية "1216هـ" على يد الشيخ محمد الحافظ بن المختار الحبيب "تـ 1247هـ"، فقد عمت هذه الطريقة الصوفية التي يقال عنها أنها "طريقة العلماء" جميع أحياء العلويين فور وصولها وما لبث علماؤهم الأجلاء أن أتحفوا بها غيرهم من المسلمين في هذه الأصقاع ونشروها خارج البلاد و نذكر من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر:
v      محمدي "بدي" ابن سيدينا "تـ 1264هـ"  
v      سيدي مولود فال "ت 1267ه"   
v      محمد فال ولد باب "تـ 1349هـ"  
v      التيجاني ولد باب  
v      عبد الله ولد الحاج "تـ 1347هـ"  
v      الشيخ أحمدو ولد الشيخ محمد الحافظ "تـ 1325هـ"  
v      أحمد ولد بدي "تـ 1322هـ"  
v      أحمدو ولد دهاه "تـ 1361هـ"  
v      محمد الكبير ولد العباس "تـ 1350 هـ"  
v      الحافظ ولد خيري  
v      محمد الأمين ولد بدي "تـ 1963م"  
v      عبد الله ولد اباه "تـ 1376 هـ"  
v      محمد فال ولد الفاغ  
v       الداه ولد أحمد فال.
وحينما ظهرت الفيضة التيجانية الإبراهيمية على يد صاحبها الشيخ ابراهيم انياس في حدود سنة 1350هـ كان العلويون من أوائل من تلقوا فيوضاتها بقلوب مفعمة بالإيمان و المحبة و ساهموا في تعميمها ليزداد المؤمنون إيماناً في سبيل أن يحقق الإنسان المهمة التي من أجلها خلق "و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق و ما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين".
و من هؤلاء العلويين الذين نشروا الفيضة التيجانية السادة :
v      محمد المشري "تـ 1975م" 
v      الشيخان ولد الطلبه "تـ 1986م"
v      الهادي ولد السيد "تـ 1982م"
v      محمدو ولد انحوى   ت    2003 م
و غيرهم من الشيوخ الأفاضل الذين لا زالوا على قيد الحياة -أطال الله بقاءهم-
لقد شهدت كثبان ببكر و رمالها حياة زاخرة بالعلم و المعرفة عبر تاريخها العريق.. و إن حاضرها تواصل لماضيها المجيد..


الحاضر:
في أواخر الستينات، وعندما ازدادت حركة التقري، هجر ببكر سكانها إلى القرى المجاورة.. وبقيت مهجورة لعدة سنوات، قبل أن يرحل إليها فضيلة الشيخ ابن خيري وجماعته ليؤسسوا قرية ناهضة ومزدهرة على تقوى من الله ورضوان.
كان ذلك في الـ 30 ابريل 1978م، حينما أسس الشيخ ابن خيري هذه القرية.. وقد تم تخليد هذا الحدث من طرف العلامة/ محمد عبد الرحمن ابن السالك وذلك بقوله:
نزلتم بخير يوم خير ببكرا          فنلتم به فوق السماكين مفخرا
ولم تنزلوا إلاّ بعال من العلا       ليظهر ما من مجدكم كان مضمرا
ومنذ تأسيسها فإن قرية ببكر تتطور باستمرار؛ فقد اتبعت في تشييد دورها تصميما معماريا نموذجيا يلائم بيئتها، وبها اليوم  ( 2009 ) ما يربو على "150" دارا من هذا الطراز، علاوة على الخيم والأعرشة.. ويسكن فيها حوالي "3000" نسمة ويتضاعف هذا العدد خلال المواسم الدينية.. وتتوفر ببكر على المرافق العمومية الأساسية:
المسجد الجامع:
ترتفع في قرية ببكر مئذنتا المسجد الجامع الذي صمم على شكل معماري فريد... ويتسع لأكثر من ألف مصل، ومجهز بمكبرات الصوت وبالطاقة الشمسية الكهربائية، وبآلات التسجيل التي تمكن من الاستماع الدائم لتلاوة القرآن الكريم بأصوات أحسن القراء المعاصرين قراءة وترتيلا..
وهذا المسجد الجامع مؤثث تأثيثا فاخرا وفد جلب له منبر متحرك من خارج البلاد.
وفي المواسم الدينية يضيق هذا الجامع عن المصلين مما يستدعي الصلاة في باحته والساحات المحاذية له والمعدة للاحتفالات والمهرجانات الثقافية.
وفي ساحة المسجد تم تشييد دار تأوي المحظرة العلمية في الوقت الحاضر وينتظم التدريس فيها من الصباح وحتى الظهيرة، حيث تنتقل الدروس إلى داخل المسجد.
الماء:
تعتمد القرية في تزودها بالماء حاليا على بئرين ارتوازيين مزودين بمولد ين وخزان متوسط السعة ( 50 ) متر مكعب مع شبكة للمياه تعم القرية..
ويوجد بئرين تقليديين قديمين صالحين للاستعمال عند الحاجة.

الكهرباء:
يوجد بالقرية مولد للكهرباء مع إنارة عمومية وداخل البيوت المشاركة.. ويستمر تشغيل المولد عدة ساعات من الليل، باستثناء ليالي المناسبات فإن الإنارة تستمر طيلة الليل.
التعليم:
ا – المحاظر: توجد في ببكر محظرة جامعة يتولى التدريس فيها الأستاذ/ احمد آد.. ويقبل عليها الطلبة في العطلة الصيفية كثيرا ، بينما ينتظم فيها عدد من الطلاب جلهم من النساء.. وتدرس كل الفنون المحظرية "من فقه ولغة وقرءآن وحديث وسيرة.. الخ".
وتوجد في القرية عدة محاظر خاصة بتحفيظ القرآن من أبرزها:
-          محظرة اهل الرباني
-          محظرة أهل فتى
وتضمن تحفيظ القرآن وتجويده .
وهناك فرع لمدارس ابن عامر الأهلية في ببكر يتولى تدريس العلوم الشرعية للنساء.
ب – المدرسة الابتدائية: في ببكر مدرسة ابتدائية مكتملة الفصول تخرج منها منذ انشائها سنة 1978م مئات من أبناء القرية والأحياء المجاورة لها، وهم ما بين من يمارس الآن مهنا مختلفة في داخل البلاد وخارجها،ومن يتابع دراسته في الجامعات الوطنية والأجنبية..
ج – التعليم الثانوي: بعد أن ازداد عدد الفتيات الخريجات من التعليم الابتدائي، وفي ظل صعوبة تنقل الأسر مع بناتهن إلى المدن، وحرصا على مواصلة دراسة البنات قام سكان ببكر بمبادرة إقامة إعدادية خصوصية ما لبثت الدولة أن اعترفت بها وأصبحت إعدادية عمومية توجد بها ثلاثة فصول، ويتابع فيها "110" تلاميذ، ولديها طاقم تدريس من سبعة أساتذة.
د – التكوين المهني: يجري التحضير حاليا للافتتاح مركز للتدريب على استخدام المعلوماتية، يستهدف تأهيل النساء للتعلم فنون الطباعة والسكرتاريا.. على أن يشتمل المركز –كمرحلة لاحقة- تعليم اللغات الحية، والارتباط بالانترنت –عندما يكون ذلك ممكنا-.
الصحة:
يوجد منذ سنوات في ببكر مركز صحي يشرف عليه ممرض دولة ويقدم العلاجات للأمراض غير المستعصية ويوفر المركز الأدوية بأسعار مخفضة في إطار مشروع للدولة لتخفيف تكاليف الدواء.
كما أن مركزا للأمومة والطفولة طور الإنشاء وتعمل حاليا بالقرية قابلة عصرية وقابلات تقليديات تتولى حالات الوالدة العادية.
وتعزز مجهود التغطية الصحية صيدلية خصوصية، كما أن الأطباء المنحدرين من القرية يستغلون دائما فرصة وجودهم في القرية لعلاج المرضى وتقديم الاستشارات الطبية.
وفي المواسم الدينية التي يتواجد فيها عدد كبير من الزوار ينضم إلى هذا الطاقم الطبي عدد من الأطباء المتطوعين القادمين من داخل موريتانيا وخارجها للإسهام في التغطية الصحية لهؤلاء الزوار.. ويجلبون معهم بعض الأدوية.
الإقتصاد:
يمارس بعض السكان تنمية المواشي ويقدر عدد الحيوانات بـ: "1200" رأس من الإبل والغنم والبقر.. وتساهم هذه المواشي في تغطية حاجيات السكان من اللحوم والألبان.
أما الزراعة فتمارس على نطاق:
-          زراعة الخضروات وبشكل محدود بسبب صعوبة الحصول على الماء الكافي للزراعة، ذلك أن ببكر توجد فوق بحيرة جوفية غزيرة المياه –كما قال الخبراء-، لكن البئر الارتوازية الوحيدة جهزت فنيا لاستغلال محدود يجعلها لا تكفي لضمان شرب السكان مع ري المزارع.
وقد ابرزت التجارب التي قيم بها أن الأرض صالحة للزراعة إذا وجد الماء المطلوب..
وفي مجال التجارة توجد في ببكر عدة حوانيت لتوفير المواد الاستهلاكية للسكان وهناك نواة لسوق للحوم والخضروات والأسماك التي تستورد يوميا من انواكشوط.
ولعل ابرز مورد اقتصادي يعتمد عليه السكان في عيشهم هو مداخيل الموظفين والعمال والتجار من أبناء القرية الذين يمارسون أعمالهم هنا وهناك..
العمل النسوي:
تتميز المرأة في ببكر بالطموح وعلو الهمة والحرص على العمل والإنتاج، فهي رائدة في مجالس ذكر الله وفي أعمال البر والإحسان وهي سباقة إلى ورشات العمل الجماعي في القرية.
أسست نساء ببكر في سنة 1978م جمعية للعمل النسوي ما لبثت أن تحولت إلى تعاونية نسوية مارست العديد من الأنشطة مثل:
  • صناعة الزرابي
  • خياطة الملابس
  • صناعة الحصير
  • تطريز الأدوات المنزلية والأقلام وحاملات المفاتيح
هذا علاوة على ممارسة زراعة الخضروات في مواسم توفر المياه..
عرفت هذه التعاونيات فترات ازدهار وفتور –تبعا لسنة الحياة- وهي اليوم تستجمع قواها للنهوض بالعمل النسوي بشكل فعال ومتطور..
مكافحة التصحر:
تعاني ببكر كغيرها من القرى المجاورة، من زحف للرمال يهدد المنازل والمزارع ويسد الطرقات والشوارع ويجعل الوصول إلى هذه القرية بالسيارات العادية من الصعوبة بمكان...
وشعر السكان منذ البداية بخطورة ظاهرة التصحر فبادروا إلى حماية محيطهم النباتي ووضعوا رقابة مشددة على قطع الأشجار الخاصة بتثبيت الرمال..
وساهمت تلك الإجراءات في بقاء ببكر اقل تأثرا بزحف الرمال من القرى الأخرى.. لكن التهديد بهذا الخطر ظل قائما، فزحفت الرمال من الشمال والغرب خاصة مما استدعى من السكان إقامة حزام لتثبيت الرمال نجحت منه مرحلة التثبيت البيولوجي مازالت متعثرة بسبب نقص الماء وتهديد المواشي وصعوبة استمرار هذا العمل دون مساعدة الجهات المختصة في مجال البيئة.
التنظيمات المدنية:
تشرف على الأعمال الدينية والأنشطة الثقافية جمعية معترف بها تسمى "رابطة إحياء التراث الإسلامي" تمارس نشاطها منذ سنة 1985م.
وتنظم مواسم فصلية وسنوية للدعوة إلى الله وإشاعة الأخوة الإسلامية والمحبة بين الناس.
أما منظمة "أصدقاء ببكر" فهي منظمة غير حكومية معترف بها منذ "4" سنوات، وتسعى إلى الإسهام في تنمية ببكر من خلال تشييد المدارس والمرافق الصحية وتوفير المياه ومكافحة زحف الرمال.. إلى غير ذلك من الأمور المرتبطة بتنمية ببكر..
وهناك منظمة أخرى غير حكومية تسمى "منظمة الوعي" وتهتم أساسا بالشؤون الصحية وتغذية الأطفال، وبدأت نشاطها في نواكشوط، إلا أن مؤسسيها المنحدرين من قرية ببكر يولون القرية اهتماما واسعا ويخططون لعدة مشاريع حيوية في ببكر.
















اكتمال تشييد فصول مدرسية في ببكر
اكتمل قبل أيام تشييد "3" فصول ومكتب ومراحيض للمدرسة الابتدائية في ببكر وذلك بتمويل من الصندوق الكندي للتعاون.
وستساهم هذه الفصول في سد النقص الحاصل في البنايات المدرسية في ببكر علما بأن هذا التمويل –البالغ "6" ملايين أوقية- يمكن من تجهيز هذه الفصول ومكتب الإدارة.
ويدخل بناء هذه الفصول في نطاق التعاون بين منظمة "أصدقاء ببكر" وممثلية الصندوق الكندي للتعاون بنواكشوط.
وقد جرى تنفيذ هذا المشروع من قبل شركة "سرفيتك servit" التابعة لمنظمة "آدرا ADRA" السويسرية.








مشروع تزويد ببكر بالماء
الحالة الراهنة:
تعتمد ببكر حاليا في تزويدها بالماء على بئرين تقليديين بعمق "51" متر وبئر ارتوازية مع شبكة للمياه.
ويعود تاريخ إقامة هذه الشبكة إلى سنة 1986م من طرف "منظمة إغاثة الساحل" بتمويل من "الودادية الكندية لمكافحة الجوع".. ولكن البئر الارتوازية التي كانت تمد الشبكة قد تعطلت فحولت تجهيزاتها إلى بئر ارتوازية أخرى شيدت سنة 1996م في نطاق مشروع ياباني وكانت مزودة بمضخة يدوية.. وقد مكنت خلال التجارب الأولى من ضخ 18 متر مكعب للساعة، إلا أن سعتها التي لا تتجاوز "6 بوصات" تحد من استغلالها، حيث لا تتسع إلا لمضخة من "4 بوصات" توفر "10" متر مكعب للساعة.
كما أن هذه الشبكة التي يغذيها خزان بسعة 10 متر مكعب فقط، تعاني من الكثير من الأعطاب التي تؤدي إلى تسرب للمياه علاوة على كونها تمر عبر أنابيب ضيقة "سعة 40"..
وبهذه التجهيزات الحالية فإن قدرة الإنتاج تقدر ب: 70 متر مكعب لليوم "وهو ما يتطلب 120 ساعة من التشغيل".
تقدير الاستهلاك من الماء:
يقدر عدد سكان ببكر ب: "3000" نسمة علاوة على زوار الشيخ الذين يأتون في المواسم، وعليه فإن الاستهلاك اليومي يقدر ب: 60 متر مكعب بالنسبة للأشخاص، دون أن يحسب استهلاك المواشي وري المساحات الزراعية، وهو ما يرفع الاستهلاك اليومي من المياه إلى حوالي "100" متر مكعب.
الإجراءات المطلوبة لحل مشكلة الماء:
-          انجاز بئر ارتوازية جديدة "8 بوصات" يمكن أن يعطي 20 متر مكعب للساعة "أي 150 إلى 200 متر مكعب لليوم"
-          انجاز شبكة جديدة تراعي توسع القرية وزيادة حاجياتها من الماء.
-          إقامة هيكلة للتسيير وفق معايير فنية دقيقة
الكلفة المالية للمشروع:
  • ·       الدراسات والإجراءات المواكبة:
-          دراسة هيدرو جيولوجية مع متابعة الملف ومراقبة الأشغال 1.600.000 أوقية
-          دراسة حالة الشبكة وإعداد ملف العرض ..................... 2.000.000 أوقية
-          الإجراءات المواكبة "دراسة اقتصادية الخ".................. 2.000.000 أوقية
-          متابعة إدارة المياه............................................... 600.000 أوقية
                                       6.400.000

*الحفر:
- انجاز بئر ارتوازية من "100" متر – سعة 8 بوصة- ......................... 7.500.000
* الشبكة:
- توفير المضخة "10 كيلوات" ومولد كهربائي "KVA35" وملحقاته.......... 4.500.000
- خزان بسعة "60" متر مكعب وملحقاته......................................... 5.500.000
- الأنابيب وملحقاتها................................................................. 7.000.000
- نقاط توزيع الماء.................................................................. 1.500.000
- غرفة للمولد مع مقر الفني وتكوينه............................................. 1.500.000
الجميع الجزئي: 27.000.000


المجموع الكلي:
-          الدراسات: 6.400.000
-          الأشغال: 27.200.000
-          الطوارئ "10%": 3.400.000
الجميع بدون الضرائب: 37.000.000 أوقية
أنجزت هذه الدراسة