الأحد، 9 يونيو 2013

هل تواطأ ولد حننا مع اعل وعزيز في انقلابه على معاوية؟

هل تواطأ ولد حننا مع اعل وعزيز في انقلابه على معاوية؟
ماعرف بانقلاب ولد حننا لاشك أنه أحدث صدمة ورحة في هيكل النظام الحاكم آنذاك في البلد ، وليس مخطئا من يقول بأنه شكل سببا لتجرء المجلس العسكري وخاصة السيد محمد ولد عبد العزيز على الانقلاب على السيد معاوية ولد سيد احمد الطايع ،بعدما اثبتت تلك المحاولة هشاشة النظام الحاكم آنذاك ، فعرت نقاط الضعف الكثيرة فيه  ، خاصة منها إظهار مدى اتكالية السيد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع في حكمه على الثلة العسكرية التي ستنقلب عليه لاحقا ، كما أن ذلك الإنقلاب كان بطاقة تعريف مثالية للسيد اعل ولد محمد فال ، حيث أن الرئيس معاوية من حيث لايدري أعطى زخما كبيرا له ، أضافه إلى رصيده العسكري داخل القوات المسلحة ،من خلال الإسراف في تقدير الدور الذي قام به لإفشال ذلك الانقلاب  كما أنه نصع وجهه أمام الشعب الموريتاني فأظهره بالرجل الشجاع الذي استطاع بحنكته ودهائه أن يفشل انقلابا طبل الإعلام الرسمي لمدى حسن تخطيطه وتنفيذه ، وكمل ذلك التفخيم والإجلال معاوية عندما قال دمرناهم دبابة دبابة ، وهذا التبجيل والتقدير هو ما اتكأ عليه المجلس العسكري بدهاء السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، عندما سلمه السلطة ولو رمزيا لإدراكه بأن الشعب الموريتاني قد يتقبل وجه اعل الذي لازالت أذانه صماء من الثناء عليه لشجاعته في إفشال الإنقلاب ، وبالتالي فإنه هو المثال الأعلى الذي سيتقبله الشعب والمعارضة ، كبديل عن نظام اعتبره الكثيرون بأنه استمر أكثر مما ينبغي ، وبقية القصة بعد ذلك يعرفها الجميع .
أعود الى انقلاب صالح ولد حننا لأقول بأنه وإن كانت تحسب له إيجابية التسبب في التغيير الذي حدث لاحقا ، إلا أنه تسبب في مقبل بعض الأشخاص ، وهذا ما لن يغفره له التاريخ بغض النظر عن القاتل الحقيقي لأنه إن لم يكن هو القاتل فقد كان السبب في الفوضى التي حدثت ، كما أنه كاد أن يتسبب في حرب أهلية كانت ستقضي على اليابس الذي لم يعرف البلد لغيره وجود منذ استقلاله وحتى يومنا هذا . وسيبقى السؤال الذي لازال يحير بعض الذين تابعوا ذلك الحدث حتى الأن لماذا أبقى السيد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع على حياة صالح ولد حننا ورفاقه ، وهذا ليس تمنيا مني لوقوع عكس ذلك ، فالرجل أقدره وأقدر رفاقه ، ولكنه سؤال يطرح نفسه لمخالفته للطبيعي ، فمعروف أن أي محاولة انقلابية تحدث في أي بلد من العالم غالبا ما يتم إعدام أصحابها ، اللهم إلا إذا كانت تلك المحاولة هي انقلاب وهمي كان المقصود منه تصفية المرحوم محمد الامين ولد انجيان ، وفي نفس الوقت بالون اختبار للإنقلاب الذي سيحدث لاحقا ، حيث أن صالح ولد حننا كان له اتفاق مع بعض المقربين من السيد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع مثل اعل وولد عبد العزيز وغيرهما ، لكن دون أن يعلم صالح بأن هؤلاء قد خططوا مسبقا لإفشال انقلابه بحيث يتوقف دوره عند تصفية ولد انجيان الذي كان يفوقهم مرتبة عسكرية ، ولايثقون بولائه لهم في حال انقلابهم ، وفي نفس الوقت جعل ولد الطايع يثق فيهم ثقة عمياء ، بحيث يسلم لهم الخيط والمحيط ، فيخففوا بسبب ذلك احتمالات الخسارة عند انقلابهم اللاحق ، ولما وجد صالح بان انقلابه فشل ، وكان للآخرين ما أرادوا ، اتفق الجميع على حل وسط ينجوا بمقتضاه صالح ورفاقة من حبل المشنقة ، وفي المقابل لايبوح ولد حننا بأسماء من ساعدوه من داخل النظام ؟. لأن هذا التحليل ببساطة هو ما يمكنني أن أفسر به خروج كتيبة دبات ووصولها إلى القصر الرئاسي وإلى قيادة الأركان الوطنية دون ان يشعر أحد بذلك .
وفي الأخير فبالنسبة لي أدرج كل من حاول أو نفذ انقلابا في فئة الشجعان  لأنه أقدم على خطوة يدرك مسبقا بأنها إما له وإما عليه ، فإما أن ينتصر وإما أن ينكسر ، خاصة إذا كان هدفه أسمى ونهايته حسنى ،وإن كنت أعترض على الانقلاب من حيث المبدء سواء كان انقلابا على سلطة شرعية أو غير شرعية ، لما قد ينتج عنه من مآسي قد تقود البلد إلى المجهول ، ولنا في بعض البلدان التي حدث فيها انقلاب وتشبه في جغرافيتها الإنسانية إلى حد بعيد التكوين الطبقي والتنوع الطائفي الموجود عندنا.

الدكتور :(ولد بتار) الشيخ محمد المختار الطلبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق