الخميس، 6 يونيو 2013

ملامح المعركة في سوريا

 ملامح المعركة في سوريا
1-   هل يمكن لأحد ان يلوم الغرب على دعمه للشيعة ضد السنة ؟
2-   هل يمكن لأحد ان يلوم حزب الله على التدخل في النزاع السوري ؟
3-   لماذا لم تنتصر المعارضة السورية على النظام ؟
4-   هل سيشهد الجولان عمليات مقاومة على شاكلة ما كان يحدث في جنوب لبنان ؟
السؤال الأول : الأطراف هي : الغرب والشيعة والسنة
الجميع يعلم بأن الغرب لم يعاني من الشيعة ماعاناه من السنة ، فكل الهجمات التي حدثت داخل تلك الدول هي من جهات سنية بغض النظر عن فهمها المتشدد للدين ، في حين لم تشهد تلك الدول أي عملية تهدد أمنها من أي متهم شيعي ، حتى أن العملية التي حدثت في بلغاريا ، والتي حاول البعض توظيفها دعما لإسرائيل باتهام حزب الله بها ، حتى يتسنى للدول الأوروبية وضعه على لائحة الإرهاب ، نرى في الأيام الاخيرة بأن مسؤولي الدولة البلغارية بدأوا يصرحون في الأونة الأخيرة بان حزب الله بريء من تلك العملية .
وعليه فإن الغرب يرى بأن دعمه للسنة ضد الشيعة في سوريا ،وإن كان فيه إضعاف لإيران ومن بعده حزب الله ، إلا أنه عند المقارنة بين المخاطر التي قديشكلها انتصار من يطلقون على أنفسهم السلفيين الجهاديين على امن تلك الدول هي اكبر من ما يشكله النظام السوري والإيراني وحزب الله ،والتجربة الأفغانية ليست ببعيد ، خاصة أن إيران وحزب الله في النهاية مقدور عليهم ، بل وحتى بالإمكان إسقاطهم في ظل وجودهم ضمن محيط سني يزداد امتعاضا منهم.
السؤال الثاني : الأطراف هي حزب الله وسوريا
إن حزب الله شاء البعض أم أبي يعيش في منطقة هي مكان للتوتر الظائفي والدولي ، وبالتالي فإنه لن يألوا جهدا في المحافظة على تفوقه العسكري مما يضمن له رادعا أمام كل منافسيه في الداخل اللبناني وفي الخارج المحيط به كإسرائيل ، ومنطقة القصير في سوريا بالذات هي امتداد للجغرافيا السنية في لبنان ، وهو يخشى ان تكون طريقا لدعم السنة في لبنان بالسلاح والعتاد ، وليس العكس كما يرى بعض المحللين السياسيين والعسكريين بأن منطقة القصير هي طريق لمد المعارضة بالسلاح .
السؤال الثالث : الأطراف هي المعارضة المسلحة والنظام السوري
إن ما بدأ كثورة سلمية في سوريا ، كان لابد أن ينتقل في لحظة ما إلى ثورة مسلحة ، لأن اغلب من قاموا بتلك الثورة هم من السنة ، ولازالت تجربة بداية الثمانينات والقمع الدموي الذي قاده رفعت الأسد ضدهم بأمر وبدون أمر من الرئيس السوري السابق حافظ الاسد ، لازالت تلك التجربة ماثلة امام أعينهم ، وعليه فإنهم لم يريدوا ان يلدغوا من نفس الححر مرتين .فمنذ  اللحظات الأولى بدأوا بالتفكير فيما يردون به تلك الهجمة الشرسة التي ينتظرون من النظام شنها عليهم ، لكن المشكلة أن  تلك الخشية تحولت إلى نزعة طائفية تمثلت في حالات تعد من أبشع ما شهدته الأمة البشرية تمثلت في تمثيل بالجثت والقتل على الديانة والطائفة ، وهذا خطأ وقعت فيه المعارضة المسلحة ، حتى وإن كان البعض برر لها ذلك بمدى ما تعانيه من وحشية النظام ، لأن هذا ليس مبررا ، فالثورة قامت للقضاء على الوحشية ولم تقم لاستلاد وحشية جديدة ، وهذا ما جعل بعض مسانديهم ينكصون عن دعمهم لهم ، والبقية أصبحت تشكل في مدى صوابية موقفها منهم .
السؤال الرابع : الأطراف هي : المقاومة وإسرائيل
إذا خرج النظام السوري من هذه المعركة منتصرا فإنه سيكون أقوى مما كان عليه في السابق ، وفي المثل يقال: الضربة التي لاتقتل تزيد قوة ، وبالتالي فإنه سيكون بمقدوره فتح جبهة الجولان ضد إسرائيل لعدة أسبات :
1-   حتى يفتح متنفسا لأولئك الذين يوصفون بالتشدد الإسلامي لتنفيس غضبهم من الواقع الذين يعيشونه في ظل القمع من أجهزة النظام ، بحيث يفتح لهم بابا يكون فيه الإنتحار بثمن ديني ، مما يسهل عليهم عملية الانتحار . هروبا من واقعهم المعيشي الاقتصادي المتردي من ناحية ، ومن ناحية أخرى انسداد الافق الديني عندهم الذي يتجلي في استحالة إمكانية إصلاح مجتمعهم وسلكه للطريق الديني الذي يتصورون .
2-   أن ِإيران وحزب الله ، يريان بأنه لتخفيف الضغط على حزب الله في حال دخوله معركة في المستقبل ضد إسرائيل ، يجب ان تكون هناك جبهة أخرى مفتوحة ضد إسرائيل في نفس الوقت ، وهي  لن تكلفهم لارجالا ولامالا ولاعتادا ، كما انها ستكون قوة جديدة مسلحة للطائفة العلوية في سوريا ضد بقية الطوائف الأخرى كما هو حال حزب الله ضد الطوائف الأخرى في لبنان .
3-   ما كان يخشاه النظام السوري هو السقوط والتدمير ، وهذان الأمران لم يعد منهما خشية فالسقوط ثبت من خلال المعارك التي دارت بأنه في مناى منه ، أما التدمير ، فلن يكون شيئا أفظع مما حدث ، كما انه بفتح تلك الجبهة سيراهن على استرداد الموقف العربي الشعبي والرسمي ، كما راهن على ذلك حزب الله في معركته ضد الدولة اللبنانية وظوائفها .


الدكتور : (ولد بتار) الشيخ محمد المختار الطلبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق