السبت، 1 مارس 2014

منتدى المعارضة .. الانتهازية... والمراهنة في الوقت الضائع

العنوان : منتدى المعارضة .. الانتهازية... والمراهنة في الوقت الضائع
عندما حدث تغيير النظام الحاكم في موريتانيا بالقوة ، بقيادة الجنرالات، بإلإطاحة بأول رئيس منتخب ، كان كل العالم يعرف ماحدث وقتها بأنه انقلاب عسكري على سلطة ديمقراطية منتخبة ، لكن أقطاب المعارضة آنذاك رأت فيه فرصة للانتهازية السياسية ، يمكن من خلالها الوصول إلى سدة الحكم ، ومع مضي الأيام تبين للمعارضة بأن ما سيحدث مخالف لما توقعوه ، مما تسبب في بداية القطيعة بين رجال الحكم الجديد وسدنته الذين قدموا كل ما يمكن لتسويقه في العالم الخارجي ، وبدأت الساحة السياسية تعرف ما سمي بمنسقية المعارضة ، فكانت الإرهاصات الاولى لهذا المولود الجديد تنبئ  أنه مشوه خلقيا ، بسبب ما يضمه من تناقضات ، ولذلك فبمجرد استتباب الأمن للحكم الجديد بعد الانتخابات الرئاسية ، التي جاءت بالرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز ، بدأت بوادر التشظي ترتسم على محيا وجه المنسقية  ، تغذيها المصالح الضيقة وظل التأكل مستمرأ إلى أن حدث التآكل الأكبر والذي تمثل في خروج حزب تواصل عن إجماع المنسقية بمشاركته في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة ،ليشكل بذلك ثاني خيانة في الجسم المعارض في موريتانيا بعد خيانة أحد رموز المعارضة في زمن معاوية وأيام المجلس العسكري برئاسة اعل ، السيد مسعود ولد بلخير ، حيث أنه بمجرد أن تم وعده برئاسة البرلمان تخلى عن رفاقه الذين شاركوه السجن والحرمان ، وصوت للرئيس السابق سيدي ولد عبد الله ، رغم أن حزب تواصل هو من استدرج بقية أحزاب المنسقية إلى حرق أهم أوراقها ،بتبني طلب الرحيل للسلطة الحاكمة ، في وقت مبكر جدا ، مما نتج عنه انسداد الأفق  في المشهد السياسي ، وإغلاق كل فرص الحوار بين المنسقية والسلطة الحاكمة ، نظرا لأن الأرضية التي كان يمكن أن تجمع بين الإثنين ، وهي الحوار للوصول إلى الحلول الوسط ، تطبيقا للمبدإ القائل بأن السياسة هي فن الممكن ، جعلها هذا الطلب مستحيلا عند أحد أطراف الأزمة . وأنا هنا لا ألوم بقية أحزاب المنسقية أو أتهمها بالغباء السياسي لانها سايرت حزب تواصل في مسعاه اللفظي والوهمي ، نظرا لما يشكله ذلك الحزب من قوة انتخابية معتبرة ، إلى جانب حزب التكتل ، ولكنني أرجوا أن لا تقبل أن تكون مطية للانتهازية السياسية لذلك الحزب ، تحت مسمى التشاور من اجل موقف موحد من الإنتخابات الرئاسية، فالحزب بدرك بأن الكثير من رصيده الشعبي الغير منتسب له ، خسره لسببين أولهما هو خيانته لتوجهه الإيديولوجي ، وثانيهما تخليه عن رفاقه وقت الضيق ، وبالتالي فهو يحاول بكل ما أمكن أن يسترد تلك الشعبية ، فعلى المعارضة أن لا تمنحه تلك الفرصة ، خاصة أن الرهان على انتخابات رئاسية نزيهة بمنطق المعارضة هو رهان في الوقت الضائع ، فإذا كانت الإنتخابات البرلمانية لم تكن على رأي المعارضة بتلك الشفافية ، بغض النظر عن صدق دعواهم أو عدمه ، ولم يكن الرئيس شخصيا أحد أقطابها ، فهل من المعقول أن تطلب تلك الشفافية في انتخابات يخوضها الرئيس بشخصه ، كما أنه إذا كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، قد استطاع أن يأتي يالسيد سيدي ولد عبد الله رئيسا للجمهورية رغم جهل غالبية الشعب الموريتاني به ، فهل من المعقول أن يفشل في إقناع الفاعلين في المجتمع الموريتاني في انتخابه هو نفسه . خاصة في ظل معارضة أصبحت تسمية بعض أحزابها وأفرادها بهذا الإسم هو من باب اللعب بالألفاظ ، ، فكيف يمكن للسيد محمد خونا ولد هيداله أن يوصف بأنه أحد رموز المعارضة وهو الذي يقول : بأن الرئيس ولد عبد العزيز حقق الكثير لموريتانيا، ومناهضة حكمه غير منطقية، وان هناك حيوية في العمل ومساحة كافية من الحرية وورش العمل منتشرة في كل مكان ـ. وحتى انه استكثر على المعارضة مجرد التفكير في حكومة توافقية .) وهذه الإنتهازية تنطبق على أغلب تلك الأحزاب المعارضة ، اللهم إلا من رحم ربي ، قد يقول البعض بأن تعدد الآراء في المنتدى يؤكد على ديمقراطيتها ، وهذا الكلام قد يكون صائبا ، لو أن المنتدى لم يحمل إسم منتدى المعارضة ، وإنما حمل إسم منتدى الحوار ، أما وأنه قد حمل هذا الإسم فمن المفترض أن يكون كل ما يقال في هذا المنتدى هو تحت عنوانه ، وعليه فإن ما على المعارضة الحقيقية ، والتي لاتتبدل وفق الطيف السياسي الحاكم ، هو العودة إلى الماضي من خلال دراسة متأنية لتجارب سابقة في دول يشبه واقعها السياسي واقع الوطن ، وعدم الاستعجال في حصد النتائج ، وأن تكون التجارب في الداخل والخارج علمتهم أنه لايكفي لإرساء الديمقراطية في بلد ما أن تتم انتخابات نزيهة ، وإنما لايد أن يكون ذلك المكسب محصنا بشيء من الحنكة السياسية ، والإنفتاح على الآخر . وعلى الجميع أن يتصف بما قاله الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله  بأن أصداء ما يجري في الوطن العربي تدعوا الجميع للتأمل في وضع البلاد واستشراف مستقبلها .) كما على الجميع أن يبتعد عن تبني شعار الشارع هو الحل لأنه شعار فيه الكثير من الخطورة على الوطن ، خاصة في ظل مجتمع لايزال وعيه الثوري متشبعا بإرهاصات الماضي التظاهري ، والذي يعني عنده ان التظاهر يساوي الفوضى وتكسير المرافق العمومية والخصوصية.


الدكتور : ول بتار0الشيخ محمد المختار الطلبه

www.welbottar@gmail.com