الجمعة، 5 أبريل 2013

رسالة خالدة من الشيخ ابراهيم نياس


هذه الرسالة نقلتها من شريط ، وإن كانت موجودة بكتاب جواهر الرسائل إلا أنه حاليا ليس بحوزتي  وادونها لعدة أسباب :
أولها : امتثالا لما أمر به سيدي الشيخ ابراهيم نياس من ضرورة نسخها ونشرها.
ثانيها :لعلها تكون براءة لكل منصف سمع عن التجانية خطأ فيتوب إلى الله من تهمته لفئة مسلمة بالضلال والفسق وأحيانا بالكفر.
ثالثها : لكل مريد للشيخ ابراهيم لعله كان غافلا عن ماجاء بها من ضرورة حفظها والالتزام بها يوميا .
يقول سيدي : الشيخ ابراهيم نياس التجاني الكولخي :
بسم الله الرحمن الرحيم المنتقم العزيز الجبار المتكبر ، السلامان على الرسول سيد العبد القائل :يافاطمة بنت محمد ، لاأغني عنك من الله شيء.
 أما بعد :
أحمده بما يليق ويصل سلامي إلى ولدنا أحمد جام ومالك صو وإلى كل من يقف عليه ممن يدعي الانتساب إلينا ، موجبه الإعلام بأن اثنين ليسا مني ولا من الطريق في شيء، مجذوب لم يسلك ، وسالك لم يجذب إن بقيا على حالهما ووقفا على سيرهما وإن شأني كما علمتم من أراد أن يكون معي في حالي فليسلك طريقي بالأقوال والأفعال بامتثال الأوامر واجتناب النواهي في الظاهر والباطن والتعطش والتشوق إلى الوصول إلى مرضاة الله ورسوله ، أما من ينتسب إلينا ويرتكب شيئا من مخالفة الشريعة المطهرة الشريفة باقتحام المحرمات وترك المأمورات فأشهد الله وأشهدكم أني بريء منه ، اللهم إني بريء إليك مما صنع هؤلاء( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ) وما قلتم من أن مريدي وعاء ممتلئ من أسرار الحضرات الثلاثة فنعم ، ولكن أين مريدي منكم ، هو أعوز من الكبريت الأحمر عندكم ، إن كان الأمر كما وصفتم ، ويوشك أن أرفع الإذن عن كل مقدَم يقتحم بحضرته المحرمات ولم يقم بما وجب عليه ، فإن عجز يهاجر إلى الله ورسوله وإلينا ، فوالله ما آوقف سير أولئك حتى رجعوا إلى التأنس بالحوادث إلا طول عهدهم بنا ، فمن حضر معنا في كثير من الأوقات ينسى طعم الشهوات ، فإن هنا شبانا صغارا قد نسوا طعم الشهوات حتى أن منهم من ينسى زوجته ولا يأتيها إلا بالإذن والإكراه ، هكذا تلامذتي والغير لا. فلابد من الرجوع إلى الله بالتوبة والامتثال والاجتناب والزهد والورع والتعلم ، قال تعالى لولي الأولياء : (وقل رب زدني علما ) فالذي يليق بالمريد أن لا يقف سيره حتى إذا لحق بي وأشكل علي حاله يرحل إلى شيخ أعلى مني مقاما ، واعلموا رحمكم الله أن كثيرا من المدعين صد الناس عن سبيل الله بعدم الاستقامة ومن انتسب إلى الله وصار يصد عن سبيله فقد بارز الله بالمحاربة ، وصار في حيز أهل الإنكار الأشقياء بكونه سببا لذلك ، ولا بد لكم من الحضور معنا في كثير من الأوقات لتأخذوا عنا آداب السلوك كما أخذتم حقائق الجذب ، ومن فعل ذلك فقد فاز فوزا عظيما ، ولابد لكم من تغيير المناكر التي تقع في الإخوان باليد واللسان والقلب كما في الحديث ، ولابد لمن يريد الانتفاع بحفظ ما يصدر منا من الوصايا نظما ونثرا ، وهذه البراوة حفظها واجب لكل مريد ، وكل من وقف عليها فلينسخها ويلازمها ويقرأها كل يوم ، واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان وحجوا البيت من استطاع إليه سبيلا ، وتصدقوا بالمال لوجه الله تعالى، ففي حديث مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض ، والصلاة نور والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) ، وقال الله تعالى وهو اصدق القائلين : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) والويل كل الويل لمن لا يتلقى حكم الله ورسوله بالقبول التام ، لكن من بلغه كتابنا وتاب وتدارك ما أمكنه فله سعادة الدارين ، عفا الله عن ما سلف ، ومن لم ينزجز فأشهد الله واشهدوا أني بريء منه ، ولا أبرء منه إلا بعد براءة الله ورسوله ، وعليكم بالإكثار من صلاة الفاتح لما أغلق ، وعليكم بكتم الأسرار قولا وفعلا ، ودعوا عنكم التجاهر بكلام أهل الحقائق ، واسلكوا الصراط المستقيم ، وتلك الشهوات الطاغوت تعبدونها بعد دعوى الإيمان ، وقال تعالى : (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها والله سميع عليم)
وأنت يا أحمد جام بلغ هذا الكتاب إلى كل من ينتسب لنا فأرسل إلى كل كبير في محل نسخة منه ليقرأه لمن معه ولمن حوله وأرجوا من الله أن تتلقاه منكم قلوب صافية وآذان واعية ، والله يهدينا ويهديكم. والسلام.
وكتب ابراهيم بن الحاج عبد الله التجاني / مدينة كولخ ، حرسها الله من كل بأس . آمين . عام 1349هـ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق